بعد إنشاء شركة ناشئة، قد يستغرق الأمر بعض الوقت للتفكير والعثور على مكانك في السوق، ويعد التفوق على المنافسين جزءاً أساسياً للنجاح في ريادة الأعمال، ولكن لا يعزز الجميع هذه الشرارة التنافسية. وتحدث الشرارة التنافسية فرقاً مع وجود الكثير من الأعمال التي تعكس الشخصيات الفردية لأولئك الذين يديرونها؛ إذ يمثل السعي في التفوق على المنافسة دون المساومة على قيمك تحدياً لك، ويدفعك لتطوير شركتك الناشئة بنجاح.


ويكمن مفتاح التفوق على المنافسة والتميز في السوق -الذي تسعى إليه الشركات الناشئة عالمياً- في تحقيق التوازن بين مهمتك وتركيز العميل والحفاظ على علامتك التجارية وشركتك الناشئة. إذ شهد النظام الإيكولوجي لريادة الأعمال نمواً غير مسبوق في السنوات القليلة الماضية.

ووفقاً لتقرير صادر عن منظمة Startup Genome، نما اقتصاد ريادة الأعمال العالمي بنسبة 20 بالمائة منذ عام 2017 وتقدر قيمته حالياً بحوالي 3 تريليونات دولار أمريكي. وبفضل التقدم التكنولوجي لم يكن هناك وقت أفضل لتجربة الابتكار والتجديد والتفكير خارج الصندوق لحل مشاكل العملاء الجديدة والقديمة عبر مجموعة واسعة من القطاعات. ولكن على الرغم من أن التكنولوجيا قد فتحت إمكانات جديدة لإشراك وتمكين الناس، لكنها لا تزال بحاجة إلى أن تكون مصاحبة لقيادة قوية، وعمليات الشركة وثقافتها لتحقيق النجاح.

 

ويكمن مفتاح التفوق على المنافسة عالمياً في تحقيق التوازن بين مهمتك وتركيز العميل والحفاظ على علامتك التجارية وشركتك الناشئة. فقد فتح الابتكار التكنولوجي أبواباً جديدة، لكنه خلق أيضاً تحديات معقدة جديدة لرجال الأعمال الذين يتطلعون إلى إحداث التغيير من خلال تعطيل النماذج الحالية. وأضاف اضطراب المستهلكين في مواجهة السلع تحديات اجتماعية وإنسانية في المجال التنافسي الذي كان من الصعب التنبؤ به في الماضي. وتضطر الشركات الصغيرة التي لديها أفكار كبيرة إلى إعادة التفكير في استراتيجيات الابتكار الخاصة بها لأنها تبحث عن وصفة مثالية للتفوق على المنافسة وتحقيق أهداف أكبر وأكثر أهمية للشركة.

 

وبينما كان هذا يفيد المستخدم النهائي غالباً من ناحية الاختيار، لكنه مارس ضغوطاً هائلة على مزودي الخدمة أثناء قتالهم من أجل الحصول على حصة من الصوت وقيادة السوق وولاء العملاء بينما يواجهون خطر الاستغلال السلعي. لذا، ما الذي يمكن أن تفعله الشركات الناشئة لتتفوق على المنافسة؟ العنصر الأول هو البحث باستمرار عن طرق مبتكرة وخلاقة لتقديم تجارب إنسانية إيجابية فلا تتناول فقط نقاط الألم الرئيسية للعملاء، بل تتحدث عن احتياجاتهم ورغباتهم أيضاً.

 

وتحتوي التكنولوجيا على شركات مبتدئة مزودة بأدوات متقدمة يمكنها توليد بيانات تساعدها في جذب العملاء المناسبين من خلال القنوات الصحيحة. ولكن من المهم أن نتذكر في نهاية المطاف أن المستخدم النهائي هو شخص حقيقي لديه مشاعر حقيقية. لذلك إذا كانت هذه الأفكار لا تساعد الشركات على الحصول على استجابة عاطفية إيجابية من أناس حقيقيين يستخدمون منتجاتهم أو خدماتهم، فمن المحتمل أن تفشل في سعيها للتفوق على المنافسة.

 

ويحتاج هذا التركيز المستمر على احتياجات العملاء إلى استكماله بعلامة تجارية شخصية وتجربة المنتج من مرحلة مبكرة بحد ذاتها. ويجب على الشركات الناشئة أن تسأل نفسها عن موقفها وعن قصة علامتها التجارية، لأن ضمان وجود صوت قوي للعلامة التجارية يمكنه التواصل مع العملاء كبشر أولاً سوف يقطع شوطاً طويلاً نحو بناء تلك الروابط العميقة التي تزيد من إمكانية التفوق على المنافسة خاصةً في عالم تغمره الضوضاء الصناعية. ويمكنك الاستفادة من هذه الاستراتيجيات لإشعال الشرارة التنافسية في مجالك:

 

عليك معرفة منافسيك لتتمكن من التفوق عليهم

يجب إجراء بحث شامل عن السوق قبل بدء إنشاء أي شركة ناشئة. فمن السهل نسيان أن هذه العملية لا تزال مهمة حتى بعد أن تنطلق شركتك الناشئة في العمل. فإذا تمكنت من معرفة منافسيك وقاعدة عملائهم، يمكنك معرفة نقاط ضعفهم والاستفادة من الموارد لضمان التفوق على المنافسة في هذه المجالات.

وعليك أن تملك قاعدة بيانات منافسيك بما فيها نقطة البيع الفريدة (USP) إضافة إلى جمهورهم المستهدف. فإذا فعلوا شيئاً جيداً، فكر في الأسباب التي ساعدتهم على تحقيق ذلك. ربما لديهم برنامج تدريب ممتاز للموظفين أو مصدر موارد جيد. فيمكنك تقليد أساليب الشركات الأخرى الناجحة "وراء الكواليس" دون أن تظهر كتقليد، وذلك بامتلاك العلامة التجارية القوية والشعور الواثق بميزات العمل وقدرته على التفوق على المنافسة. ويجب أيضاً التحقق بانتظام من قنوات التواصل الاجتماعي لمنافسيك من أجل لفت انتباه المتابعين -الذين لديهم اهتمامات مماثلة- إلى علامتك التجارية عن طريق التسويق الإلكتروني لشركتك.

 

 

اتبع ثقافة الشركة المدفوعة لتتفوق على المنافسة

إذا لم تكن شخصاً قادراً على المنافسة بطبيعته، فستبقى في الخلف لأن رجال الأعمال الأكثر تنافسية يدفعون أعمالهم بقوة إلى الأمام. فيجب عليك تنمية نقاط القوة لديك وتحفيز نفسك دائماً لتتمكن من التفوق على المنافسة. ويمكنك مثلاً زيادة الإنتاجية في شركتك في نفس وقت تنفيذ ممارسات رفاهية الشركة. إذ تؤدي المعاملة الحسنة للموظفين والممارسات المشجعة مثل التأمل داخل الشركة -كما فعلت شركات مثل: Apple و Nike و Google - إلى تحسين الأداء وتقليل التغيب عن العمل، مما يمنح شركتك الصغيرة ميزة تنافسية.

ويعزز التأمل على المستوى الشخصي أيضاً الثقة ومهارات إدارة الموارد البشرية. فإذا لم تحفزك الرغبة في أن تتفوق على المنافسة في مجالك وتجني المزيد من المال، ففكر في شيء آخر يحمسك، قد يكون ذلك شغفك بالعمل الذي تقوم به، أو حقيقة أنك تستمتع بجعل العمليات التنظيمية فعالة وناجحة قدر الإمكان.

وربما تحب تطوير علاقاتك مع عملائك، أو بذل الكثير من الجهد لإنشاء خدمة أو منتج بجودة استثنائية. فلن يؤدي ذلك فقط إلى زيادة مبيعاتك فحسب، بل سيعمل أيضاً على تحسين عملك بشكل طبيعي دون الحاجة إلى "الغريزة الفتاكة" التي يفترض الناس احياناً أنها مفتاح التميز والتفوق على المنافسين.

 

 

تساعدك مراقبة أداء شركتك في التفوق على المنافسة

قد تهمل بعض التحليلات المهمة للأعمال اليومية الملحة للشركة أثناء تطوير شركتك الجديدة والبدء بجني الأموال. ومع ذلك، يعد الأداء والإنتاجية مفهومين غير ملموسين بدون وجود مجموعة من الأرقام التي يمكنك الرجوع إليها، فهي تظهر إمكانية التفوق على المنافسة من عدمها.
ويساعدك تتبع أدائك في وضع الأساس لمراقبة الاتجاهات طويلة المدى. وهناك الكثير من الأدوات التي تمكنك من تتبع أدائك، سواءً كانت مراقبة جهودك عبر الإنترنت باستخدام برامج مثل: Google Analytics، أو تسجيل التطورات اليومية باستخدام جداول بيانات شاملة ومحدثة. ويمكن أن تؤدي مشاهدة الأرقام وهي ترتفع أو تنخفض إلى زيادة حدة غرائزك التنافسية مما يجبرك على تحسين أداء الشهر الماضي بأفكار ومبادرات جديدة ستساعدك على النمو.

 

قد يضعك واقع ريادة الأعمال في منافسة مباشرة مع الآخرين الذين يرغبون في التفوق عليك، لذا من المهم الحصول على ميزة تنافسية قوية إذا كنت في طور تأسيس شركة ناشئة. سواءً كنت شخصاً تنافسياً أم لا، فمن الممكن أن تتصرف بشكل تنافسي من خلال بعض الاستراتيجيات، مثل الالتزام بتحسين أدائك شهرياً أو تحديد المكان الذي تقدم فيه الشركات الأخرى خدمات غير مهمة. لذا اعثر على ميزتك التنافسية وطورها بأي طريقة تناسبك لتبقى في المقدمة. ولا تنسَ أن "البقاء بشرياً" هو مفتاح النجاح في عالم يتميز بالسلع الأساسية والتنافسية سواءً من الناحية التنظيمية أو من وجهة نظر المنتج.