ما هو معنى ريادة الأعمال؟

يفضل الجميع رواد الأعمال ويعتبرونهم أبطالاً خارقين، ويسعى السياسيون لاستنساخ رواد الأعمال، وتمدحهم البرامج التلفزيونية الشائعة مثل: The Apprentice و Dragon's Den، بالإضافة للكتب المدرسية، وفيما مضى كانت كلمة "رائد أعمال - Entrepreneur" بذيئة، أما اليوم فإن مجتمع رواد الأعمال يعتبر واحداً من أشهر الأندية في الجامعة. ولكن ماهي ريادة الأعمال بالضبط؟ هنا يحل الارتباك الذهني محل بريق الحماس، فلدينا وجهتا نظر مميزتان للإجابة على هذا التساؤل: وجهة النظر الأولى؛ شائعة والتي تقول: رواد الأعمال هم الذين يديرون شركاتهم الخاصة أو الذين يعملون لحسابهم الخاص أو رواد الأعمال الناشئين. ووجهة النظر الثانية لجوزيف شومبيترو الذي يرى: أن رواد الأعمال مبتكرون؛ وهم أشخاص خرجوا بأفكار وجَسَدُوا هذه الأفكار بشركات ذات تطور كبير.

يميل رواد الأعمال لأن يكونوا متعلمين تعليماً عالياً: حيث أن 45% من رواد الأعمال الأمريكيين الذين صنعوا أنفسهم ذاتياً لديهم درجات متقدمة بالإضافة إلى ميل رواد الأعمال للتركيز على التقنية المتقدمة والبحث عن التمويل. يأتي التوزيع الجغرافي لرواد الأعمال الأمريكيين في ثلاث مجموعات فقط: في بوسطن ونيويورك ووادي السليكون، و هناك جدل حول الأماكن التي يعيش فيها أصحاب المليارات، إذ يقول البعض أن رواد الأعمال يعيشون بجانب المواطن الأمريكي العادي، بينما يقول آخرون أن رواد الأعمال يعيشون في مقاطعات صغيرة خاصة بهم. تُعتبر ريادة الأعمال مجالاً محفوفاً بالمخاطر والمكافآت فقد تمت إزالة معظم الحدود التقليدية التي تُقيد ريادة الأعمال، لذلك لن تجد أحد يخبرك بكيفية العمل وكم من الوقت قد يستغرقه هذا العمل أو مدى صعوبته أو ما يمكنك القيام به. وفي الواقع هناك مليون ميزة لحرية ريادة الأعمال.

ومع ذلك، هناك أيضاً عدد مثيل من المشاكل التي تخلقها حرية ريادة الأعمال بحد ذاتها، فواحدة من تلك الأخطاء هو اعتقاد رواد الأعمال أنهم يملكون "الحرية" ليقوموا بالأشياء بالطريقة التي يرونها صحيحة في حين أنهم في الواقع يقومون بفعل الأشياء على نحو خاطئ.

 

 

الأخطاء في رحلة ريادة الأعمال: السعي نحو النجاح الخاطئ

إذا لم يكن رائد الأعمال حريصاً بما فيه الكفاية فسيقع في فخ الاعتقاد بأن بعض العناصر المادية قد تجعله "ناجحاً". وإن نجاح رواد الأعمال يتجلى بإتباع نمط حياة معين وبالفعل ففي كثير من الأحيان يحاول رواد الأعمال شراء طريقهم لتحقيق النجاح والسعادة، فقط لمعرفة أنهم لا يريدون ما كانوا يبحثون عنه. و لتجنب هذا الفخ يجب على رواد الأعمال التفكير ويدون معنى النجاح في عالمه المثالي. وأن يكون رائد الأعمال واعياً بتحديد الأهداف التي يسعى إليها ويتخذ خطوات حازمة للوصول لمساعيه.

 

 

الأخطاء في رحلة ريادة الأعمال: مهارات التواصل غير السليمة

من المريح أن يشعر رواد الأعمال بالثقة وأن يتواصلوا بشكلٍ فعال مع الموظفين والمقاولين والمرشدين، ولكن في الحقيقة لا يملك الكثير من رواد الأعمال مهارات التواصل اللازمة، ولا يجيدون استخدام استراتيجيات التواصل بشكلٍ صحيح. إذ أن ماتنوي قوله يؤثر بشكلٍ كبير على ما تنوي القيام به عند التواصل مع الموظفين، على سبيل المثال: عند التواصل مع الموظفين في شركتك قد لا تؤدي الكلمات التي استخدمتها إلى إحداث التأثير المطلوب. وليتجنب رواد الأعمال الوقوع في مثل هذا الخطأ عليهم أن يتأكدوا من الاستدلال بالحقائق المطلوبة عند التحدث وترك العاطفة التي قد تثيرها هذه الحقائق. وأن يطلب رائد الأعمال من موظفيه إجراء اختبارات شخصية حتى يعرف مسبقاً كيف سيتم التواصل معهم، فقد يحتاجون إلى المزيد من التفاصيل منه أو القليل منها. لكن تبقى المعرفة هي الخطوة الأولى.

 

 

الأخطاء في رحلة ريادة الأعمال: ضعف "القيادة الخدمية"

تستخدم كلمة "القيادة الخدمية" في التسويق و مهارات التواصل في وقتنا الحالي، وعلى أية حال لا يفهم العديد من رواد الأعمال ما يستلزمه هذا الأمر. تعني القيادة الخدمية في عالم ريادة الأعمال أن لا تسمح للآخرين بالسيطرة عليك، ولكن الأمر يتعلق بخلق بيئة يتم فيها الاعتماد عليك، فغالباً ما يحتاج رواد الأعمال الخاضعون إلى الآخرين لمساعدتهم ويعتمدون عليهم أيضاً لإنجاز المهام.

ولحل هذا المأزق يحتاج رائد الأعمال أن يكون رائد أعمال خدمياً حقيقياً، وتعني القيادة الخدمية في عالم ريادة الأعمال توفير بيئة للخدمة، أي القيام بما هو أفضل لموظفيك، أو ربما قد يتضمن الأمر أن تطردهم من العمل. وتتطلب خدمة موظفيك إعداداً جيداً للنجاح من خلال تدريبهم بشكلٍ صحيح والارتقاء بهم إلى مستوى عالٍ.

 

 

الأخطاء في رحلة ريادة الأعمال: الاعتقاد بأن العميل دائماً على حق

هذه الفكرة الخاطئة شائعة بين رواد الأعمال والتي يمكن أن تترك رائد الأعمال مُنهكاً ومُرهقاً من أجل إرضاء العملاء. فأن يعمل رائد الأعمال على مبدأ أن كل عميل "على حق" يمكن أن يخلط بين رسالته الأساسية وتدريب عملائه على كيفية معاملة رائد الأعمال وموظفيه. وقد ينتهي الأمر بتقديم رائد الأعمال الخدمات لأقلية محددة بدلاً من أغلبية العملاء.

وعلى رائد الأعمال استبدال الفلسفة القائلة بأن العميل على صواب دائماً؛ بالتفكير في أن العميل يتم تكريمه دائماً. ويجب أن يُعامِل رواد الأعمال عملائهم بشرف واحترام، لكن في بعض الأحيان عندما يكونون على خطأ، يجب على رائد الأعمال أن يكون واضحاً في تحديد هدفه ويقدم الخدمة لذلك الشخص بشكلٍ جيد.

 

الأخطاء في رحلة ريادة الأعمال: السعي نحو المال بدلاً من الحرية

يجب أن يكون المال هدفاً ثانوياً في رحلة ريادة الأعمال، وأن لا يركز رائد الأعمال عليه فقط. فعندما يكون المال محدوداً يصبح من السهل أن نعتقد أن المال والحرية مترادفان. وهذا يقود رواد الأعمال للتوجه نحو المسار الخطأ وغالباً ما يحد ذلك من دخل رواد الأعمال.

إذ أن بذل رواد الأعمال الكثير من الجهد من أجل جمع الأموال يمكن أن يؤدي إلى حياة خالية من أي معنى، مما يدفعهم إلى ملاحقة الأهداف الخاطئة. فعلى رواد الأعمال تحديد الخيارات على المدى البعيد؛ نحو الاستقلال. وأن يُدرب رائد الأعمال نفسه على أن يكون من دون وظيفة وأن يكون دخله محدوداً. وأن يركز أيضاً على المكاسب النقدية قصيرة الأجل، وبذلك لن يتمتع أبداً بحرية حقيقية. فبدلاً من ذلك يركز رائد الأعمال على تقوية وتنمية عمله وسيحصل على المال، وسوف يختبر الاستقلال والتمويل من خلال التطوير والتدريب المناسب.

 

يؤدي تجنب الأخطاء السابقة إلى تحقيق النجاح الباهر لرواد الأعمال خلال رحلة ريادة الأعمال. لذلك تحرك نحو الهدف المناسب. فقد تحتاج إلى إعادة تقييم وضبط لمسارك في كثير من الأحيان، لأن الخروج قليلاً عن المسار الصحيح أثناء انطلاقك بعالم ريادة الأعمال يتركك عرضة لخطر أن تكون على بُعد أميال عن هدفك في نهاية المطاف. ولكن كل ماعليك القيام به، هو البدء برحلة ريادة الأعمال والاستمتاع بها.