في الحقيقة جميع أصحاب الشركات هم رواد أعمال، وبإلقاء نظرة على المشاريع الصغيرة نجد أنها متكررة، مغاسل الملابس والمطاعم ومحطات الوقود ومتاجر الملابس وغيرها. ولكن نادراً ما نطلق على أصحاب الأعمال هؤلاء اسم رواد أعمال،على سبيل المثال: عندما يأتي سباك لإصلاح المغسلة، هل تفكر فيه كصاحب شركة صغيرة أو رجل أعمال؟ لقد تكيفنا للاعتقاد بأن لقب رائد الأعمال يجب أن ينطبق فقط على أشخاص مثل: ستيف جوبز أو جيف بيزوف أو على نطاق الأعمال التجارية الصغيرة، أو مؤسس شركة ناشئة رائعة تم بيعها مقابل ملايين الدولارات.
الفرق بين رائد الأعمال وصاحب الشركة الصغيرة
في الحقيقة جميع أصحاب الأعمال هم رواد أعمال، لا يهم حجم وطبيعة العمل، يعتقد العديد من الناس أنه لدى أصحاب الأعمال الصغيرة فكرة رائعة، بينما يملك رواد الأعمال أفكاراً كبيرة، هذه تعميمات كبيرة ونخبوية إلى حد ما. لكن يمكننا تغيير طريقة التفكير هذه من خلال استثمار الوقت في فهم أعمال الآخرين بشكل أفضل. هل كان لدى روس بلاك، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Simple Box Storage، فكرة رائعة فقط عندما توصل إلى Simple Box Storage؟ أم أنه نفذ أفكاراً كبيرة في إنشاء التخزين الذكي؟ نعتقد أنه السبب الأخير، بناءاً على حقيقة أنه فاز للتو بجائزة كبيرة إلى حد ما وأن شركته تنمو بلا توقف. يُنظر في بعض الأحيان إلى أن رواد الأعمال وأصحاب المشاريع لديهم علاقة مختلفة مع شركاتهم، وتعتبر شركات رواد الأعمال ممتلكات، يتم بناؤها وتطويرها وتشكيلها وتجهيزها للسوق ثم بيعها للحصول على ربح حتى يتمكنوا من الانتقال إلى الخطوة الكبيرة التالية. إذاً مؤسس شركة Patagonia ،Yvon Chouinard غير مؤهل كرجل أعمال لأنه لم يبيع؟ يجيب Chouinard على هذا السؤال في كتابه، Let My People Go Surfing، والذي يجب على جميع رواد الأعمال قراءته.
يُعتبر أصحاب الشركات الصغيرة رواد أعمال؛ فهم يركزون على الصورة الكبيرة ويخططون لستة أشهر على الأقل، ويعتقدون أيضاً أن المخاطر ضرورية للنجاح، ويفكرون دوماً بالطرق الأفضل للتوسع. ويشترك جميع رجال الأعمال في شيء واحد مهم حقاً وهو أنهم لا يحبون العمل لدى أحد! يريدون أن يكونوا أصحاب العمل، إن هذه الرغبة في الإدارة تعني أنهم يملكون الرؤية والقدرة على تحويل الفكرة من المفهوم إلى الحقيقة، ثم تنميتها على مدى فترة زمنية طويلة. لا يهم إذا كنت تبيع كتباً عبر الإنترنت أو تبيعها في متجر تقليدي أو كليهما. يحتاج كل رائد أعمال إلى الإلمام بعدة مهارات من رؤية العلامة التجارية إلى المحاسبة إلى التسويق وخدمة العملاء.
يكافح جميع رواد الأعمال لرسم مسارهم الخاص، ومعرفة أي الاستراتيجيات فعالة، وما إذا كان لديهم استراتيجية خروج أم لا هي مجرد اختلافات في رحلة ريادة الأعمال. إذاً تقسيم أصحاب الأعمال الصغيرة ورواد الأعمال إلى فئتين متميزتين أمر سخيف ومثير للنخبوية.
لماذا أنت رائد أعمال؟ (ولماذا من المهم أن تعرف ذلك)
يمكن أن يساعدك فهم دوافعك الخاصة بشكل أفضل في عدد من مجالات تطوير ريادة الأعمال. في كل عام، يصبح الآلاف من الأشخاص رواد أعمال، حيث يعتبر طريق ريادة الأعمال مليء بالتحديات والعقبات القاسية، والمنعطفات غير المتوقعة والكثير من الضغوط المالية والعاطفية. فلماذا يختار الكثير من الناس أسلوب الحياة هذا في المقام الأول؟
إذا كنت تقرأ هذه المقالة، فمن المحتمل أنك إما رجل أعمال بالفعل، أو تفكر في أن تصبح واحداً. إذا كان الأمر كذلك، فهل تعرف الأسباب الحقيقية وراء ذلك؟ لماذا من المهم أن تعرف؟ يبدو أنه سؤال سخيف، هناك بعض الفوائد الواضحة لريادة الأعمال، ولكن قد لا تكون جميعها مهمة بالنسبة لك، وقد يؤثر بعضها على عملية صنع القرار دون أن تدرك ذلك. يمكن أن يساعدك فهم دوافعك الخاصة بشكل أفضل في عدد من مجالات تطوير ريادة الأعمال:
الوجهة: أولاً، سيساعدك فهم دوافعك الشخصية لكونك رجل أعمال على توجيه الأعمال في الاتجاه الصحيح، على سبيل المثال: إذا كنت تبحث عن تحدٍ، فقد تقود الشركة في مجالات جديدة غير تقليدية، ولكن إذا كنت مهتماً أكثر بالحفاظ على التوازن المرن بين العمل والحياة، فقد تفضل إبقاء الأمور في مكان أكثر استقراراً.
الوضوح: يمكن أن يساعدك تحديد دوافعك الشخصية أيضاً في توضيح سبب إعجابك بخيارات معينة بشكلٍ أكبر، أو لماذا تؤثر أشياء معينة عليك بطريقة إيجابية أو سلبية، على سبيل المثال: إذا كان المال هو الدافع الرئيسي لك، فقد تتأثر أكثر بالخسائر قصيرة المدى.
الروح الريادية: أخيراً، معرفة ما تريد يمكن أن يساعدك في الحصول على ما تريد والحفاظ على معنوياتك عالية. عندما يكون لديك فكرة جيدة عن احتياجاتك، يمكنك العمل بجد لتلبية هذه الاحتياجات المحددة، ولن تقلق بشأن كل ما يحدث.
مع ذلك، قد تحتاج إلى يد المساعدة لمعرفة دوافعك بالضبط، فيما يلي بعضٌ من أكثر الدوافع شيوعاً لدى رواد الأعمال:
دوافع رواد الأعمال: المال
لا حرج في أن تصبح رجل أعمال لكسب المزيد من المال، لكن يجب أن تدرك الآن أن ريادة الأعمال ليست مخططاً للثراء السريع (بغض النظر عن عدد القصص التي قرأتها) ولكن حتى الشركات المتواضعة يمكنها تقديم راتب رائع لأصحاب المشاريع الذين يعملون بجد. تنطوي ريادة الأعمال على إمكانات دخل لا حدود لها تقريباً -بشرط أن يكون لديك فكرة جيدة- ومعرفة أن المال يمثل أولوية كبيرة بالنسبة لك، فقد يساعدك هذا على توجيه عملك في اتجاه أكثر ربحية.
دوافع رواد الأعمال: الاستقلالية
يختار بعض الناس ريادة الأعمال بسبب الاستقلال الذي توفره، لقد سئموا من وجود رئيس أو مشرف يخبرهم بما يجب عليهم فعله، ويريدون تولي مسؤولية حياتهم الخاصة. هناك نوع من الفخر في اتخاذ القرارات وتحديد المسار للمؤسسة، ناهيك عن أنه سيكون لديك الإمكانية للقيام بما تريده في الحياة -حتى لو كان ذلك يعني أخذ إجازة ممتدة أو العودة إلى المنزل في وقت مبكر.
دوافع رواد الأعمال: الإبداع
بعض الناس لديهم الرغبة في صنع الأشياء، ولن تكون ريادة الأعمال ذات قيمة إن لم يكن هناك محاولة إبداعية. هذا المشروع الفني أو مشروع DIY على أكبر المقاييس، إذ ستبدأ في تشكيل نظام مكتفٍ ذاتياً بالكامل في دورتك كرجل أعمال. عندما يكون هذا هو دافعك الأساسي، يمكنك التركيز على تلك العناصر ذاتية الاكتفاء، وتحديد أولويات رؤيتك الداخلية، حتى لو لم تكن دائماً أكثر واقعية.
دوافع رواد الأعمال: الإرث
يتعلق إنشاء عمل ما -بالنسبة إلى بعض رواد الأعمال- بترك إرث، وهناك في الواقع بعض الأشكال المختلفة لذلك، على سبيل المثال: قد تؤسس عملاً تجارياً بحيث يتمكن أطفالك أو أحفادك أن يرثوا وسيلة لكسب المال، أو يمكنك بناء نشاط تجاري لتغيير العالم (وربط اسمك بهذا التغيير).
دوافع رواد الأعمال: القيادة
إذا كنت شخصاً لديه قيادة من النوع A، فقد تكون أكثر تحفزاً لفكرة أن تصبح قائداً. فتنشئ فريقاً مخصصاً، وتختار الأشخاص الذين ترغب في إحاطة نفسك بهم، وتحدد مسار المؤسسة. ويعد الحصول على توجيه بشأن بناء الفريق والانغماس في بيئة العمل الجماعي هو الجزء الأكثر مكافأة من ريادة الأعمال بالنسبة للبعض. إذا كان ذلك صحيحاً بالنسبة لك، يمكنك وضع بناء الفريق فوق معظم الأولويات الأخرى.
دوافع رواد الأعمال: التحدي
وأخيراً تدور ريادة الأعمال حول التحدي بالنسبة إلى بعض رواد الأعمال؛ فلا يخافون من احتمال الفشل، بل يعطيهم الحماس. إنهم يحبون فكرة تخصيص ساعات طويلة والعمل الشاق في المشروع بسبب الرضا الذي سيحصلون عليه في نهايته. يحفز التحدي معظم رواد الأعمال على الأقل جزئياً، لأنه إذا لم تكن مستعداً لذلك أو إذا كنت تريد حياة سهلة، فربما لن تنجح في مسعاك.
قد تتأثر بكل هذه الدوافع، أو بواحد أو اثنين فقط. ولا يهم ما الذي يؤثر على قراراتك، طالما يمكنك تحديد تلك الدوافع التي تؤثر فيك، والعمل على تحقيقها بالطريقة المناسبة. الحكمة اليونانية "اعرف نفسك" مناسبة هنا بشكل خاص؛ فمعرفة نفسك بشكل أفضل تسمح لك باتخاذ قرارات أفضل وأكثر وضوحاً، وتقربك من تحقيق أهدافك الشخصية في مجال ريادة الأعمال.
ما هي التحولات العقلية التي تحتاجها لكي تصبح الرئيس التنفيذي؟
تمثل القفزة من عمل مستقل إلى رئيس تنفيذي تحدياً، لكنها مفيدة إلى حد كبير. قال ألبرت أينشتاين ذات مرة أنه من المستحيل حل مشكلة من نفس مستوى الوعي الذي خلق المشكلة. وفقاً للمبدأ نفسه لن يتطور عملك إذا بقيت عقليتك كما هي، لذا بدأ العديد من رواد الأعمال في تقديم خدمة للعملاء، وهي واحدة من أسرع الطرق للحصول على الزخم لأن النفقات العامة منخفضة وكل ما تحتاجه هذه الأيام لصنع ستة أرقام من مقهى في باريس هو كمبيوتر محمول وهاتف ذكي وإشارة Wi-Fi قوية.
ولكن تظهر التحديات الجديدة بمجرد أن تبدأ في جني أكثر من 100،000 دولار سنوياً، أي بسعر يتراوح بين 10 آلاف و20 ألف دولار شهرياً، وكلما قمت بتنمية عملك أكثر، واجهت صعوبات أكبر، وزادت الحاجة إلى المساعدة وتفويض بعض المهام. لديك الآن قرار مهم عليك اتخاذه؛ هل ستظل مستقلاً، أم ستصبح الرئيس التنفيذي؟ إذا اخترت المسار الجديد، فستكون الرحلة صعبة ولكنها مجزية إلى حد كبير. للقيام بذلك، ستحتاج إلى إجراء بعض التحولات الجذرية في العقلية.
فيما يلي ثلاثة مبادئ أساسية تحتاج إلى استيعابها لكي تصبح المدير التنفيذي:
كيف تصبح مدير تنفيذي: الأداء وليس الساعات
يحصل الرؤساء التنفيذيون على أموال مقابل الاْداء الحاصل في نظامهم، وليس مقابل المدة التي يقضونها داخل العمل. بينما يتاجر المستقلون بالوقت مقابل المال ويجدون أنفسهم محاصرين في منزل سينهار في اللحظة التي يتوقفون فيها عن العمل، فبمجرد توقفهم عن العمل، يتوقف الدخل المالي. فعندما يرتبط كل دولار تكسبه بالوقت الذي تقضيه في العمل، فهذا سوف يمنعك من عيش حياتك.
هذه ليست الطريقة التي يتبعها الرئيس التنفيذي، فمن ناحية أخرى، يستفيد الرؤساء التنفيذيون من وقت الآخرين في جني الأموال.
الرئيس التنفيذي لا يعمل من أجل المال، لكن يعتمد دخل الرئيس التنفيذي على مدى تصميمه للأنظمة وفريق العمل وعملياته. إذا كان هذا النظام فعالاً وقابلاً للتوسعة، فيمكنه تحقيق المزيد من الأموال بشكل كبير مع نمو المنظمة والطلب على المنتج.
عليك التفكير في الأمر بهذه الطريقة، ففي البداية يشكل عملك نظاماً يحصد وقتك وطاقتك لتحقيق الربح، ويعمل هذا النظام على نطاق صغير، لكن وقتك وطاقتك لهما حد معين، لذا في مرحلة معينة ستصل إلى أقصى حد من طاقتك ووقتك (إذا حاولت أن تفرط في نفسك، فهذا هو الوقت الذي تحترق فيه). المشكلة الحقيقية ليست أخلاقيات عملك أو إنتاجيتك، بل المشكلة في الطريقة التي صممت بها نظامك. يحصل المدراء التنفيذيون على الأموال مقابل النتائج المدفوعة، وليس مقابل المهام المكتملة. إن الرؤساء التنفيذيين ملحنون يديرون سمفونية، وهي شركتهم، والمال هو موسيقى لآذانهم.
كيف تصبح مدير تنفيذي: إدارة الموارد المتاحة كالمحترفين
إذا سألتك عن حدود أرباحك، هل يمكنك أن تخبرني؟ ماذا لو سألتك عن نسبة الإغلاق لديك، كم إجمالي الإيرادات المخصصة لنفقات التشغيل أو ما هو متوسط القيمة للعميل الواحد؟ لا يعلم الموظفون المستقلون هذه الأرقام لأنهم اعتادوا على خلط أموالهم الشخصية والتجارية معاً، ويرون الأموال التي يجنونها أموالاً ينفقونها ويفعلون ذلك مع حرية التصرف.
إن هذه الطريقة في التفكير هي أصل "متلازمة المليونير المكسورة"، إذ يدرك الرؤساء التنفيذيون أن المال وقود لهذه الرحلة، ومن أجل توجيه السفينة في الاتجاه الصحيح يجب عليك النظر إلى شركتك بموضوعية فالأرقام لا تكذب أبداً. يشبه عدم معرفتك بالأرقام الموجودة في عملك تحليق طائرة بدون لوحة عدادات، أنت تتجه إلى مكان ما بسرعة كبيرة ولا تستطيع الرؤية، وهذا أمر غير جيد.
تسمح لك الأرقام بتتبع الأداء مقابل الأهداف، ومحاسبة نفسك وفريقك وتحديد نقاط الضعف قبل أن تتحول هذه النقاط إلى مشكلات كبيرة. ويعرف الرؤساء التنفيذيون جيداً كيفية حساب هذه الأرقام، فماذا عنك؟ إذا لم تعرف أرقامك، فإننا نوصيك بقراءة كتاب مايك ميكالوفيتش الرائع "الربح أولاً" وسيلة لك لتكون مرتاحاً مع هذا الجانب الأساسي من إدارة عملك.
كيف تصبح مدير تنفيذي: رفع مستوى الآخرين إلى مستوى القيادة
اعتاد معظم المستقلين على بذل جهدهم لحل المشاكل، وتعلموا الاعتماد على أنفسهم. دعونا نواجه الأمر بأن معظم الناس سيئون في أداء وظائفهم. في كرة السلة، سيكون المستقلون ماكري الكرة فهم يعيشون على مبدأ "إذا كنت تريد القيام بشيء ما بشكل صحيح، فافعله بنفسك."
في البداية ستكون هذه العقلية قوة لأنها تخلق نشاطاً ودافعية، فالعمل السريع هو الذي يقود إلى نتائج، ولكن على المدى الطويل، فإن مبدأ "أفعل كل شيء" في لعبة الأعمال يعرقل صاحب العمل المستقل لأن هذا المبدأ لا يسمح لهم بوضع الآخرين في موقع قيادي. أنت لست بحاجة إلى أن تكون البطل الوحيد داخل شركتك، بل يجب أن تركز على توظيف فريق عمل عالي الأداء، وهذا يعني السماح للأشخاص بالتقدم واتخاذ القرارات من تلقاء أنفسهم، ويجب تعليمهم اتخاذ الخيارات الصحيحة بناءاً على القيم التي يشاركها الجميع في الشركة.
عندما يعرف فريقك ما يجب عليهم فعله بدون سؤال، فهذا يمكنهم من اتخاذ قرارات مهمة وتنفيذ خطط عمل دون الحاجة إلى مسح كل التفاصيل الصغيرة، لقد أنشأت بالفعل قادة. لكن لا يزال القادة يرتكبون الأخطاء، لكنهم أيضاً يتحملون المسؤولية الشخصية عن تلك الأخطاء ويمكن الاعتماد عليهم للتعلم من أخطائهم.
يتعلم المدير التنفيذي العظيم -ما يسميه جينو ويكمان- التفويض والرفع، فهم يدركون أنهم نادراً ما يكونون أفضل الاْشخاص للعمل، وهم لا يستطيعون إنجاز جميع المهام أو التواجد في كل الأماكن في وقت واحد. لذا بدلاً من التركيز على القيام بالعمل بأنفسهم، هم يركزون على اختيار الشخص المناسب لأداء العمل والسماح لذلك الشخص بالقيادة.